ندوة ألوان مشتركة: استكشاف الفن التشكيلي بين السعودية والعراق

ندوة ألوان مشتركة: استكشاف الفن التشكيلي بين السعودية والعراق

يكتبو بين ثقافتين
وزارة الثقافة

ألوان مشتركة: استكشاف الفن التشكيلي بين السعودية والعراق
محاور الندوة
ايمن عبد الحق
أديب سعودي
ضيوف الندوة
د. حيدر عرب
تشكيلي عراقي
د. عصام عسيري
أكاديمي وفنان سعودي
د. مها رضوی
تشكيلية سعودية
الخميس 26 ديسمبر 2024
من الساعة 5:00 - الساعة 6:30 مساءً
القسم | فنون بصرية
موقع ميقا استديو
https://maps.app.goo.gl/fG79cRUBS4ym4vQ17?g_st=iw

بين ثقافتين
(استكشاف الفن التشكيلي بين السعودية والعراق)

أمسية وندوة حوارية تناول المشاركون فيها د. مها رضوي و أ. حيدر عرب عدة قضايا تتحور حول: الفن كوسيلة للتعبير عن الهوية الوطنية، التجارب الشخصية والفنية، الرمزية في الفن، التأثيرات الاجتماعية.

قدّمت ورقة ذكرت فيها أن الفن هو مرآة تعكس الحياة وترسم ملامح هوية الشعوب وحضاراتها المتعاقبة. الفن ليس مجرد جماليات فقط، بل هو لغة مشتركة تربط بين الشعوب وتنقل القيم والتراث، وله دور في مواجهة التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة والعالم.

هناك عدة أوجه شبه واختلاف بين الفن السعودي والعراقي، حيث يشتركا في التراث العربي العريق والتاريخ القديم منذ ثقافات وحضارات العُبيد، دلمون، سومر، آشور، بابل، آكاد ، كندة وما بعدها. ويجمعنا أبو الأنبياء إبراهيم عليهم الصلاة والسلام. وتسير المشتركات حتى جاء عصر النبوة وعصر الخلافة الأموية ثم العباسية بداية الحداثة والتنوير للعرب والمسلمين والعالم أجمعين.
بنى العرب المدن المهمة في العراق كالبصرة ١٤ هـ ج الكوفة ١٧ هـ ج، بغداد، سامراء، واسط ...الخ من مدن كان لها دور كبير في بناء حضارة الإسلام وانتشاره للعالم.

أبدعوا في كل المدن فنونا معمارية من مساكن وقصور، أسواق، جوامع، أسوار، ومدارس ومشافي...الخ، تفننوا في بنائها بالزخارف بكل أشكالها الهندسية والنباتية والكتابية والحيوانية والآدمية شكّلت فضاءات جذابة، كما طوّروا فنون الخط العربي وأبدعوا عشرات التصاميم في بناء الحروف والكتابات اللينة واليابسة، لعل من أشهرها خط الإجازة والخط الكوفي، النابعة من قلب الخطوط الحجازية المنتشرة في آثار مكة والمدينة. كما رافق تلك الحقب فنون الأدب والتأليف والترجمة وفنونا صناعية وآلات تطبيقية تذهل أساتذة وطلبة اليوم المتخصصين.

الطبيعة الصحراوية تشرك السعودية والعراق بمناظرها المشمسة وواحاتها ومزارعها الخلابة، خيول وإبل بالجماعات ولها أسواق، بيوت طينية وخيام، ...الخ من مناظر لا تشعرك بالغربة عندما تتنقل بينهما. لذا، يرى البعض أنهما ثقافة واحدة وليس ثقافتين.

بدأ تعليم فنون الخط والزخرفة والتلوين والتذهيب والتجليد وصناعة الورق والحبر والأقلام وغيرها من فنون جميلة منذ الخلافة الأموية والعباسية والعثمانية، ثم لما جاء القرن العشرين سبقت العراق بتأسيس كليات الفنون منذ الثلاثينات، ولما افتتحت السعودية معهد التربية الفنية ١٩٦٥ استقدموا مدرسين عراقيين مثل الأستاذ سعدي الكعبي وسليمان الدليمي، اللذان أقاما أول المعارض التشكيلية بالرياض في بيوت ثم فندق اليمامة ومعهد التربية الفنية، وكان خريجي المعهد هم الرعيل الأول للفن التشكيلي السعودي، كما جاء حسن شاکر آل سعيد لتدريس الفنون بمتوسطة بالخبر عامي ٦٨-١٩٦٩ ومن أشهر طلابه الفنان عبدالله الشلتي، وأثّر هولاء الفنانون على طلبتهم في المعهد في أعمال بكر شيخون، عبدالله نواوي، سليمان باجبع، ومؤخراً أقامت وزارة الثقافة السعودية للفنان سعدى الكعبي و طلبته في ٢٠٢١ ، كما أقام هنا مؤخرا الخطاط عباس البغدادي والرسام عقيل الأوسي قبل وفاتهما، ويقيم حاليا المهندس علي ثويني.
ولقد زارنا المصمم العالمي ریان عبد الله الذي يحمل مشاريعا عديدة تتعلق بالهوية البصرية للملكة العربية السعودية، والفنان البروفسير فاخر محمد، وتنفذت عدة مشاريع للمعمارية زها حديد، وأقام عدة فنانون عراقيون معارض فردية وجماعية بصالات العرض السعودية كثير من الفنانين لا يسع اللقاء للتفصيل في ذكرهم.

أما عن الاختلافات بين الفن السعودي والعراقي فإن الفن السعودي يسعى للتحديث بالانطلاق من التراث والهوية، أما الفن العراقي يعكس الصراع والتحديات والآلام والأحلام، كما نرى في أثر اللبوة الجريحة العراقية وولوحة اللبوة المرضعة في السعودية وحتى فناني اليوم المشاركين في المعرض كأعمال سِروان والبحراني وغيرهم.

المأمول مستقبلا، زيادة الاهتمام بالتسويق والترويج التشكيلي، ودعم الفنانين وتبادل المعارض بتسهيل النقل وتخفيف الأجور اللوجستية، حيث يكلّف شحن الأعمال الفنية ٦٥٪ من قيمة اللوحة الخفيفة فبكم تصل تكلفة شحن التماثيل؟ هذا يضر الفنانين وجميع المصدّرين للإنتاج التشكيلي والثقافي في البلدين.
د. عصام عسيري