إبراهيم الصلحي هو فنان سوداني، رسام، وسياسي ودبلوماسي سابق. ولد في 5 سبتمبر 1930 في أم درمان، السودان، في أسرة مسلمة. وهو أحد أبرز الفنانين التشكيليين لمدرسة الخرطوم، التي تعتبر جزءاً من الحداثة الأفريقية والحركة الفنية العربية الحروفية، التي جمعت بين الأشكال التقليدية للخط الإسلامي مع الأعمال الفنية المعاصرة.
درس في الخلوة (مدرسة إسلامية تقليدية)، ثم في المدارس الابتدائية والثانوية، حيث أظهر موهبته و شغفه بالفن. التحق بمدرسة التصميم في كلية غوردون التذكارية (الآن جامعة الخرطوم) عام 1949، حيث التقى أحمد شبرين، الذي أصبح صديقه وشريكه مدى الحياة. تخرج من المدرسة عام 1954، وحصل على منحة للدراسة في مدرسة سليد للفنون الجميلة في لندن، حيث تعرض لحركات وأساليب فنية مختلفة .
عاد إلى السودان عام 1959، وأصبح محاضراً في مدرسة التصميم، حيث درّس الرسم والتصوير والتصميم. أصبح أيضاً مديراً للمجلس القومي للآداب والفنون، ورئيساً قسم الفنون الجميلة في جامعة الخرطوم. أسس مدرسة الخرطوم التشكيلية مع أحمد شبرين عام 1960، وهي مجموعة من الفنانين السودانيين الذين جمعوا بين الرموز التقليدية الأفريقية والإسلامية مع التقنيات والأشكال الحديثة .
عمل أيضاً للحكومات في قدرات مختلفة. أنشأ قسم ثقافة لأول مرة في سفارة سودان في لندن عام 1962، ثم عمل لوزارة إعلام في قطر من عام 1975 إلى عام 1985. بين هذه المهام، قضى أكثر من ستة أشهر خطأ سجن دون محاكمة في سودان عام 1975. المشقة التى تحمَّلها هناك قد اثرت هُ كثيراً من عمله اللاحق .
شارك في العديد من المعارض التشكيلية الوطنية والدولية، مثل بينالي البندقية، بينالي ساو باولو، بينالي القاهرة، بينالي داكار، وبينالي الشارقة. مثّل السودان في العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية، مثل مهرجان فن أفريقيا في لاغوس، نيجيريا، ومهرجان ثقافة عربية في باريس، فرنسا .
حصل على جوائز وتكريمات عديدة على إنجازاته الفنية، مثل جائزة الأمير كلاوس من هولندا عام 2001، ووسام جمهورية للجدارة من سودان عام 2003، ودكتوراه فخرية من جامعة الخرطوم عام 2013 .
كان معروفاً بإتقانه للخط العربي، التي استخدمها كوسيلة تعبير وتواصل. خلق أسلوب خط خاص به، والذي سماه “خط الصلحي”، والذي كان مستوحى من الخط النوبي والأنماط الهندسية للفن الإسلامي .
يعيش ويعمل حالياً في أكسفورد، إنجلترا. لديه إرث غني من الأعمال الفنية والمساهمات في الثقافة السودانية. اختيرت إحدى لوحاته، بعنوان “المحتوم”، من قبل الكاتب الحائز على جائزة نوبل كازو إيشيجورو غلاف روايته الأخيرة “كلارا والشمس”.