المملكة العربية السعودية - الرياض SAUDI ARABIA - RIYADH
من الأمور المسلم بها دائماً والمتعارف عليها شدة التأثير المباشر للرسوم الكاريكاتورية وتفرد شخصيات مبدعة في العالم بهذا الفن وهو فن يجمع في أطرافه جوانب ابداعية متعددة تبدأ بالفكرة المجردة التي تتحول بابداع الرسام الى فكرة مصورة أو مجسدة من خلال الريشة.. اضافة الى القدرة الفائقة على خلق لغة خاصة للصورة المرسومة قد تغنينا في أحايين كثيرة عن لغة الكلمة.. وهذا ذاته ما يأتي دائما تحت عنوان (بدون تعليق) وصحافتنا العربية على تعدد أشكالها تحتفل بالكاريكاتير احتفالاً رئيسياً وبارزاً من خلال تخصيص الصفحة الأخيرة في الجريدة له.. ايماناً بقوة تأثيره وأهميته للقارئ.. صحيفة "الرياض" السعودية من الصحف التي تميزت على مدى تاريخها بتواجد عدد كبير من مبدعي فن الكاريكاتير على صدر صفحاتها.. لعلي أذكر منهم الخنيفر والوهيبي والغامدي وأخيرا ربيع الذي يحق لنا أن نطلق عليه (ربيع الكاريكاتير..) فالمتتبع لرسومات من المبدع الايحائية يلحظ بوضوح تميزه كمفكر من خلال قدرته الفائقة على انتقاء موضوعته الهادفة ببراعة واتقان والتعبير عنها بلغتَيء الكاريكاتير الوصفية من خلال الصورة والعبارة المقتضبة الموحية.. او العبارة الموظفة للصورة لا العكس..
وهذا في اعتقادي من أهم المميزات التي يمكن لفنان الكاريكاتير ان يتفرد من خلالها حين يرسم الدهشة على وجه القارئ صورة ناطقة متدرجة قد يحتاج الى فك رموزها لغة حوارية ابداعية وهي حالة متطورة ويمكن وصفها بتفعيل دور القارئ ومساهمته الواعية في خلق المحصلة الابداعية للكاريكاتير ذاته.
والحقيقة أن المبدع ربيع من القلائل الذين يقرنون الفكرة الجريئة بالابداع الفني وحسن العرض برغم قلة الأدوات الفنية وبساطتها في أحيان كثيرة.
وهو بذلك يتقاطع مع المبدع العربي الشهير محمود كحيل.. ولعلي هنا اقف موقف اعجاب وتقدير لهذا المبدع ربيع من خلال انتظامه الابداعي وقدرته على التواصل الابداعي المنتظم وهو عمل غاية في الصعوبة اذ تم رصده على مدى الأيام التي يبدو ان مرورها يزيد هذا المبدع تألقا ويزيد افكاره توالدا مستمرا وبالتالي اكد لي على أقل الأحوال ان الصحيفة الرائدة هي تلك الصحيفة التي نبدأ قراءتها بدءاً بالصفحة الأخيرة منها.