ترسم لتعبر عن حبها للفن، وتبدع لتحقق الحلم وهو أن تصبح فنانة تشكيلية على الصعيد العالمي، الفن كان موهبة لديها منذ الصغر كبر معها وأصبح شغفها الذي لا تنفك عنه، فلا يمضي يوم إلا وسمية بنت مصبح الزيدية -معلمة فنون تشكيلية- تمارس هذه الهواية، شاركت سمية في عدة معارض منها ما كان داخل سلطنة عمان بالجامعات، والكليات، والمتاحف، وأيضا بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية وبالمدارس، وفي خارجها شاركت بمعارض في مصر وروسيا والكويت والأردن والإمارات العربية المتحدة، مقدمة في تلك المعارض ما يصل إلى 30 لوحة بمختلف القياسات والألوان، منها الألوان الزيتية، والمائية والأكريلك، إلى جانب ذلك دخلت سمية مجال التصميم الرقمي مسايرة ركب التطور التقني، حاليا، تعد الزيدية بعض الأعمال للمشاركة بمعرض عمان في قلب الكويت، ومعرض بجمهورية مصر العربية بعنوان «معرض نجوم العرب» بمكتبة مصر العامة، كما ستشارك في معرض بالمغرب، التقينا بالفنانة سمية الزيدية، لنتعرف عليها وعلى مسيرتها الفنية، فإلى ما دار:
الملاحظ في لوحاتك أنها تميل إلى جمال الطبيعة، فهل تنقلين الطبيعة إلى لوحاتك؟ وما الذي يلامس إحساسك الفني أكثر؟
نعم.. وذلك لما تقدمه الطبيعة من مجموعة واسعة من الأشكال والألوان والأنماط المتعددة، وتتيح للفنانين الفرصة لإظهار خيالهم وإبداعهم في تصميم أعمال فنية فريدة وجميلة، ومن خلال النظر إلى الطبيعة، يمكن للفنانين العثور على الإلهام لتصميم لوحات فنية تعبر عن الجمال والحركة والحياة الطبيعية، ويمكنهم أيضا العثور على الإلهام في الأشكال والأنماط الهندسية الموجودة بالطبيعة، فتكون في ذهن الفنان أفكار يقوم بتحويلها إلى واقع عبر الرسم، وهذا ما أجده في لوحاتي.
مع ذلك فإنني ألمح تنوعا في أعمالك، بين الجرافيك والواقعي، في أي مدرسة وجدت ذاتك أكثر؟
فعلا تتنوع لوحاتي بين الواقعي والجرافيك، لكن دائما أجد نفسي بالجرافيك أكثر؛ حيث هناك مقولة رسخت في عقلي «جميعنا نستطيع أن نصبح فنانين سواء بالرسم أو النحت أو العزف أو الفن»، لكن الجرافيك يعود إلى تمكن الشخص من صنع لوحات وتصاميم تجذب المشاهد بأفكار إبداعية وجديدة على الصرح الفني، يمكن أيضا أن أستعين بالواقع الملموس حتى نصل إلى فكر وفن متجدد.
هل الخيال الواسع أمر مطلوب في مجال الفن؟
بالتأكيد، الخيال له أهميته في صناعة الفكرة التشكيلية واكتمالها، لأن الفنان الذي يغوص فيها يعود بها وباكتشافاته المتنوعة ليضيفها إلى الواقع والهوية والذات والموقف والحرفية، فينجز ويبتكر ويشرق أكثر بالفكرة والفن، لكن الخيال يحتاج إلى دراسة واسعة وتعمق مستمر وتغذية بصرية لأعمال سابقة ومتنوعة لإتقانه، ومن ناحيتي نعم أدمج بعض الأحيان بين الواقع والخيال في اللوحات الفنية حتى يبحر المشاهد في الوقوف طويلا عند لوحتي واستخراج التفاصيل بعد التدقيق بها.
قد يكون الرسم مصدرًا للرزق .. لوحاتك.. هل أصبحت مصدر رزقك؟
يمكني أن أقول نعم أصبح الفن هو مصدر رزقي، فنحن الآن نستطيع بيع اللوحات في المواقع الإلكترونية محليا وعالميا واستقبال الطلبات لاسيما في رسم الوجوه وفي المناسبات، وأيضا عرضها بالمزاد العلني وغيرها من المصادر التي نستطيع منها جني المال.
هل يمكن أن نقول إن الذي لا يتقن فن الجرافيك هو رسام غير متقن؟
تصميم الجرافيك ينشأ من الفنان التشكيلي، يمكننا أن نقول: «ليس كل فنان تشكيلي مصمم جرافيك»، حيث نجد بالصرح الفني فنانين تشكيليين بارعين ووصلوا إلى المستوى العالمي، لكن لا تجدهم يميلون إلى رسم الجرافيك والتصميم، (وهذا راجع للفنان)، ورسم الجرافيك ليس صعبا إنما يحتاج إلى الممارسة والمحاولات مثلما يحاول الفنان بالألوان المائية إتقان لوحته، الجرافيك عمل إبداعي يمزج بين الفن والتكنولوجيا بهدف توصيل الأفكار، واستخدام أقل عدد من الكلمات لأنه فن يقوم على المفاهيم البصرية وينتجها سواء يدويا، أو باستخدام الكمبيوتر.
بين التظليل والتلوين ودمج الألوان، أين تكمن مهارتك؟
نجد تلقائيا بأن الفنان دائما يستخدم التظليل والتلوين ودمج الألوان بلوحاته وهذا ما أقوم به، فدمج الألوان وسيلة لإبراز جمالية اللوحة، وهذه المهارات لا بد أن تجدها بلوحة كل فنان لإبراز التفاصيل والملامح والكتل الفنية والعناصر الفنية، ومهارتي تكمن في دمج الألوان والتلوين حتى تصبح اللوحة ذات منظر رائع تتناغم بها الألوان مع الأشكال لتجذب المشاهد.
ما أساسيات الرسم؟
للحصول على مهارة الرسم نعتمد على 3 أشياء مهمة جدا وهي (العقل-العين-اليد)؛ حيث إن العين تنظر وتلاحظ تفاصيل الأشكال، والعقل يعمل على تخزينها داخله ويستدعيها عند الحاجة، واليد تنفذ ما يقرره العقل، فلا تتعجل في استعمال اليد قبل العقل، والثلاثة معا (العقل - العين - اليد) يشكلون ما يعرف بالإدراك، بعدها يمكننا الانتقال إلى الأشكال من خلال تعلم أنواع الخطوط والألوان وطريقة دمج الألوان والانتقال إلى التظليل وتحقيق النسبة والتناسب وغيرها من الأمور المتعلقة بالرسم. من المحتمل أن تصيب الفنان مرحلة فتور، فما هي الأسباب؟ وكيف يستعيد شغفه ونشاطه من جديد؟ ترجع الأسباب للحالة النفسية للرسام في بعض الأحيان يرسم البعض للتعبير عن أنفسهم ،بينما آخرون للتعبير عما يرونه أو للتجسيد، فالحالة النفسية تعد من أهم العوامل التي تجعل الفنان لا يعطي أهمية لرسماته فتصبح بدون هدف، وهذا يدفع إلى أن يشعر الرسام بأن ما يفعله مملا فيتجه لنشاط آخر، أو أن يسرع في الرسم لمجرد تكملته والانتهاء منه دون إعطائه حقه، أو الوصول إلى حالة يشعر فيها بأن كل الرسومات تظهر في عين الرسام بأنها في المتناول، وهذا كله قد يؤدي إلى التخلي عن فكرة التعلم وتطوير الذات، وحتى عن الرسم . من الفنانين العالميين على مستوى المدارس الفنية «فان جوخ»، «وكلود مونيه»، كان لهم أثر في لوحاتي من خلال ضربات الفرشاة على اللوحة، أما على مستوى السلطنة فكان للفنان الصاعد «فهد المعمري» دور كبير في إرشادي لتعلم الفن والتعمق به لا سيما إتقان فن الألوان المائية.