المملكة العربية السعودية - جدة - SAUDI ARABIA - Jeddah
وفي بداية الحوار حدثتنا جوهر عن بدايتها كفنانة تشكيلية، فقالت بأن انطلاقتها كفنانة تشكيلية جاءت من خلال عضويتها في بيت الفنانين التشكيليين في عام 2000، ولفتت بأنها كانت محظوظة حيث وجدت كل ما تطمح إليه من خلال الإنخراط وسط كوكبة رائعة من المبدعين من الفنانين والفنانات أعضاء بيت الفنانين التشكيليين، وإدارته حينذاك برئاسة الفنان القدير هشام بنجابي، ونائبه الفنان عبدالله النواوي، وأنها كانت تمارس الرسم قبل قبل انضمامها للبيت كهاوية ومحبة للفن، وأنها لاحظت وقتها الإعجاب بأعمالها التشكيلية، وطلب إقتناء لوحاتها من المحيطين بها، فكان قرارها بالسعي لصقل قدراتها وأدواتها الفنية. ليلي جوهر أشارت إلى أنها شاركت في دورات وورش عمل جماعية، في كل من الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة العربية السعودية، بجانب حرصها علي حضور الأمسىات التثقيفية، وخاصة تلك التي كانت تقام في دارة الفنانة التشكيلية القديرة صفية بنت زقر، والمركز السعودي للفنون التشكيلية الذي كانت تشرف عليه القديرة منى القصبي. وبأنها درست مباديء وأسس الرسم وتقنية اللون، وأسس البورتريه بتقنية الزيت، وشاركت بدورات في فن الباستيل، بجانب المشاركة في المعارض التشكيلية الجماعية، وبالفاعليات والاحتفالات الوطنية، مثل معارض وزارة الثقافة والإعلام، ووكالة الشؤون الثقافية في الرياض، وكان أول حضور فني لها هو المشاركة بالمعرض التاسع عشر للفن السعودي المعاصر عام 2006، ومعارض المقتنيات ومعارض الفنانات التشكيليات السعوديات، وأيضا المشاركة من خلال الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون جدة والرياض وأغلب معارضها محليا ودوليا. وأنه خلال تلك الفترة من التدريب والمشاركة، وبالبحث والتجريب، تمكنت من الوصول لأسلوبها الفني الخاص، وأقامت معرضها الشخصي الأول تحت مسمى "الإنسان والطبيعة" وقدمت من خلاله خلاصة تجاربها مع اللون عبر استخدام الزيت والاكليريك. وتابعت الفنانة ليلي جوهر بقولها: بأن الاحتكاك عبر الورش والفعاليات المختلفة، مع مجموعة كبيرة من الفنانين بالمملكة، ومن داخل مدينة جدة، ومن مختلف المناطق في وطنها المملكة العربية السعودية، بينهم شخصيات فنية رائدة، ساهمت في تغذيتها بصريا وتعزيز هويتها الفنية، والارتقاء بفكرها وتسهيل إيصال رسالتها الجمالية والإنسانية للمتلقي. دلالات ورموز وأضافت جوهر قائلة: إن الهاجس المصاحب لها دوماً في كل أعمالها هو الإنسان في دلالات ورموز وتعابير مجردا من الشكل ومنصهرا مع الطبيعة لتأثيرها على سلوكنا كبشر، وفي تناغم لوني تجريدي بعناصره الغنية. وأنها أنجزت أعمالها في تسلسل لوني بقيم متناغمة وثراء فني، ومن خلال ذلك صارت لها توجهات فنية خاصة، وفلسفة أقامت من خلالها معارضها الشخصي ووجل نتاجها الفني. ولفتت الفنانة ليلي جوهر، إلي أنه في بداية ممارستها الفنية تعاملت مع الأسود والأحمر، ومن ثم تدرجت في سلم الألوان، وحازت لوحاتها في بداية مسيرتها الفنية، على مراكز متقدمة لعامين متتاليين، ونالت من خلالها جوائز ودروعا في أتيليه جدة للفنون لمديره هشام قنديل، ومن الرائد الدكتور الراحل عبدالحليم رضوي، والفنان القدير طه الصبان في معرض الواعدات في دورتيه السادسة والسابعة. ورأت الفنانة والكاتبة ليلي جوهر بأنه "من الطبيعي أن يتنقل الرسام المبتدئ والهاوي عند بدء ممارسته الرسم بين عدة مدارس إلى أن يصل بعد تجارب ومراحل في اتجاه مستقل به يجد ذاته كفنان، فيطور من أدواته ويعزز من أسلوبه إلى أن يتمكن منه ويصير له بصمة في عالم الفنون، وهنا نستطيع أن نطلق على نتاجه إبداعا وليس رسما، وهكذا كانت بدايتها، غير أن اللون وعناصره وتقنيته كانت محور إهتمامها". وتقول جوهر: بأنه بجانب حرصها علي التطوير المستمر لأدواتها الفنية، كانت تحرص على دراسة النقد والتغذية البصرية .. ". فوجدت نفسها متذوقة للأعمال بدرجة تطغي على عطائها كفنانة، وأنها تستمتع كثيراً بالوقوف أمام مغريات اللوحات التشكيلية المعروضة للفنانين والفنانات بجميع مستوياتهم في الجاليريات، فكانت تقارن وتدرس تلك اللوحات وتعود لمكتبتها الزاخرة بكتب الفن والتاريخ الفني، والمدارس النقدية الفنية، وعلم النفس، للبحث عن المذاهب والمدارس الفنية وتاريخها، وتبحر مع ما يعرض هنا وهناك من فنون، وأنها تجد في ذلك متعة لا يمكن وصفها، وإثارة مشوقة لكشف الرموز والتعابير والدلالات التي تشتمل عليها لوحات الفنانين منذ نشأة الفن في العالم وعبر القارات، وأنها لم تغفل عن قراءة وتتبع نشأة الفن وتأسيسه في المملكة العربية السعودية، حتى قام مستقلا بكيانه في ظل ما أولته الدولة من رعاية وتأسيس مدروس.
fine arts الرجل والمرأة كائنان مكملان لبعضهما البعض القيمة اللونية وأكملت الفنانة ليلي جوهر: "اكتشفت أنني بطبيعتي إنفعالية وثورية المشاعر، ويغريني سكب اللون بكثافة والمزج المباشر على المسطح وضربات الفرشاة السريعة والقوية بهدف الحصول على نتيجة مبهرة تشبع طاقتها، فلم تكن تهتم بالتفاصيل والتكوين بقدر انشغالها بماهية اللون، وفي الغالب ما تتعرض لوحاتها المنجزة في كثير من الأوقات إلى الهدم لأجزاء من تكوينها على حساب القيمة اللونية، فكل ما يشغل هاجسها حينها هو الكشف عن المكنون في أغوارها، وأن تتنفس من خلال اللون وخلق عالم غير مرئي، وأنها ترى بأن الفرشاة هي نبض اللوحة فتختارها بعناية فائقة عند الشراء، والجيد منها يعطي نتائج مبهرة، وهي مدادها للتعبير عن للبوح والسرد، وأنها ترى على الدوام بأن اللوحة بمساحتها البيضاء مرايا تعكس الحقائق وتحيلها لعوالم أخرى، وأنها حين تنطلق في الرسم تتأمل ما لديها من فرش وتختار الأجود منها، وأن أنماط الرسم تنوعت لديها، فرسمت على الكرتون والشرائح من الخشب وأيضا على الجداريات وورق متنوع الملمس والشفافية، وأنها مارست الرسم على قشر البيض، كما أنجزت لوحات (كولاج) من قصاصات الصحف مع استخدام العملات النقدية، وكانت – بحسب قولها - تجربة نتج عنها لوحة وثائقية شاركت بها مع جمعية الثقافة والفنون الأم بالرياض، بدعوة من مديرها حينذاك الدكتور محمد الرصيص في معر